التدبير في بدوّ ذلك الأمر وعاقبته والباب الحادي عشر باب المَلك والطير قبّره
وهو مثل أهل البراءة وما ينتفع به جلّ بعضهم من بعض من الاحتراس والأخذ بالوثيقة
وترك الاغترار بما يلقى من صاحبه من الأنس واللطف والتوقّي والحذر ممّن لا يُوثق
به والباب الثاني عشر باب الأسد وابن آوى وهو مثل من ناله الملوك بالجفوة والمكروه
5 من خاصّتهم وعامّتهم وإخوانهم حتّى يشرف على الهلكة بسعاية أعدائه واحتيالهم في أمره
ولاستيقانهم إيثار المَلك عليهم وحسدهم له على منزلته ثمّ يستيقن المَلك لما كان من
سعايتهم وبراءته ممّا سُعي به فيرى المَلك حجّته فيردّه المَلك إلى أحسن حالته التي كان عليها
ويثق به وفي هذا الباب داعية للملوك إلى مراجعة من جفوه وداعية للذي يناله الجفوة
إلى حسن الظنّ وانبساط الأمل والباب الثالث عشر باب السيّاح والصوّاغ وهو باب
10 اصطناع المعروف إلى من يحتمله وذمّ من جهله والباب الرابع عشر باب ابن المَلك وأصحابه
وهو باب القضاء والقدر والباب الخامس عشر باب اللبوة والأسوار وهو مثل من لهج بإدخال
الضرّ على الناس حتّى ناله ذلك الضرر الذي كان ينال به غيره فكان فيما نزل به واعظًا وزاجرًا
عن ارتكاب الظلم والعدوان وفي هذا الباب زجر عن التماس الضرر للناس وإدخال المكروه
عليهم والباب السادس عشر باب الناسك والضيف وهو مثل أهل الصناعات الذين يتحولون
15 من صناعتهم التي تليق بهم والتي كانت ليهم فيها المنفعة والمعيشة إلى غيرها فيضيّعون
ما كانوا يحسنون ولا يبلغون ما يتكلّفون وفي هذا الباب داعية لأهل كلّ صنعة إلى
الثبوت على صناعتهم التي فيها معائشهم وداعية للملوك على حملهم على ذلك ومنعهم
من التحوّل والتنقّل هذا آخر شرح الستّة عشر بابًا
Lv2 الرسالة الأولى
20 Lv3 وهي بعثة المَلك أنوشروان كسرى ابن قتاده لبرزويه المتطبّب إلى بلاد الهند في طلب كتاب كليلة
ودمنة Lv4 الحمد لله الذي بيده مفاتيح غيبه وإليه منتهى كلّ علم وغايته الدالّ عل الخير
المسبّب كلّ فضيلة الملهم عباده كلّ ما يقربهم من نوافل الخيرات ونوامي البركات ممّا ألهم الله عباده
ودلّهم عليه من العلم وتحرير الحكمة Lv5 إذ أمرهم بالشكر له ليستوجبوا بذلك المزيد منه وليدلّهم
على طلب العلم واقتناء الأدب وليفهموا أنّ الله تعالى أمره ووصيّته أن يشرعوا فيما يرضيه عنهم
25 تبارك الله ربّ العالمين Lv15 وقد جعل الله لكلّ سبب علّة ولكلّ علّة مجرى يجريه الله على يدي
Image