Ag1 باب الناسك والضيف Ag2 وهو مثل من يترك عمله الذي يليق به ويشاكله

كله ويطلب غيره فلا يدركه فيرجع إلى العمل الذي كان في يده فلا يقدر

عليه فيبقى حيرانًا متردّدًا Ag4 قال الملك ذي يسلم لبيدبا الفيلسوف

قد فهمت ما ذكرت لي من أمر من يدّعي ضرّ غيره لضرّ نفسه أي يصيبه

5 ويليه ويدخل عليه Ag5 فأخبرني عمّن يدع ضرّ غيره عمله الذي يليق

به ويطلب سواه فلا يدركه فيرجع إلى الذي كان فيه فلا يقدر عليه

فيبقى حيرانًا Ag8 قال الفيلسوف حكاية زعموا أنّه كان بالكرخ فيلسوف متنسّك

عابد مجتهد فترك به ذات يوم ضيف فدعا الناسك بثمر يستطرفه عندهم

فأكلا منه جميعًا Ag9 ثمّ أنّ الناسك قال لضيفه ما أحلا هذا التمر وأطيبه Ag10 فليت في بلادي

10 الذي أسكنها نخل Ag12 مع أنّي لست براغب فيه وأرضنا كثيرة الثمار والفواكه فلا

حاجة مع كثرة ثمارها إلى النخل ولا إلى الثمر مع وخامته وقلّة موافقته

للجسد Ag15 فقال له الناسك أنّه يُعدّ حليمًا سعيدّا مع من احتاج إلى ما لا يجد

وليس بمقدور عليه فتشره نفسه وتقبل على ضرّه وتدخل عليه المشقّة

من ذلك Ag16 وأنت حليم سعيد الجدّ في فعالك إذا اقتنعت بذلك الذي

15 تجد وزهدت فيما لا تجد وصبرت نفسك ورضيت Ag17 قال الضيف قد

وفّقت ورشدت Ag18 وكان الناسك يتكلّم بالعبرانيّة Ag19 فاستحسن الضيف كلامه

وأعجبه وقال للناسك قد سمعت منك كلامًا عبرانيًّا وقد أعجبني وأستحسنته

فلو علّمتنيه فإنّ لي فيه رغبة وأنا عليه حريص Ag20 فتكلّف الضيف أن يتعلّمه

وأضجر الناسك أيّامًا وعالج نفسه على ذلك مرّة Ag21 فقال له الناسك ما أخلقك

20 أن تقع فيما تركت من كلامك وتكلّفت من تعليم كلام العبرانيّة فتكون مثل

ما وقع فيه Ag22 الغراب فقال الضيف وكيف كان ذلك Ag23 قال الناسك حكاية

زعموا أنّ غرابًا رأى حجلة وهي طائر لطيف الصورة شبيه بالقطا وهي

تمشي وتدرج درجانًا فأعجبه مشيتها وطمع أن يتعلّمهما فراض بها نفسه