A4095/Ag/207 (updated: 31.05.2024, 15:13)
اللبؤة إيّاها فقال لها لقد ظنّيت لقلّة الثمار وكثرة أكلها إيّاها
أنّ الشجر لم تحمل الآن ولا العام ولمّا رأيت أكلك لها وأنت صاحبة لحم
ورفضك رزقك وما قسم الله لك وتحوّلك إلى رزق غيرك فانتقصتيه
ودخلت عليه علمت أنّ الشجر قد أثمر كما كان يثمر فيما خلا وإنّما هذه الضرورة
5 في ذلك من قبلك فويل للشجر وللثمار ولمن كان عيشه منها
فما أسرع هلاكهم ودمارهم إذ قد نازعهم في ذلك من لا حقّ له فيه ولا
نصيب فتركت أكل الثمار وأقبلت على أكل العشب وإنّما
ضربت لك هذا المثل لأنّ الجاهل ربّما انصرف لمكروه يحلّ به عن
ضرّ الناس كاللبؤة التي تركت بما لقيت من شبليها أكل لحوم
10 الناس ولقول الشعهر أكل الثمار وأقبلت على النسك والعبادة ثمّ قال
الفيلسوف للمَلك فالناس أحقّ بحسن النظر في الأمر الذى لهم الحظّ فيه فإنّه
قد قيل مالا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك وما لا تحبّ أن يُصنع بك
فلا تصنعه بغيرك فإنّ في ذلك العدل وفي العدل رضا الله تعالى
Ag1 باب الناسك والضيف
15 Ag4 قال المَلك للفيلسوف قد فهمت ما ذكرت من أمر من يدع ضرّ غيره
لضرّ نفسه Ag5 فأخبرني عمّن يدع عمله الذي يعرفه ويليق به ويطلب سواه
فلا يقدر عليه فراجع الذي كان في يده من عمله فيفوته ويبقى حيران
ملدّد Ag8 قال الفيلسوف زعموا أنّه كان في أرض يُقال لها *الكرخ
ناسكًا مجتهدًا في النسك فنزل به ضيفًا ذات يوم فدعا له بثمر
20 ليُطرفه به فأكلا منه جميعًا Ag9 ثمّ أنّ الضيف قال ما أحلى هذا التمر
Image